بقلم: خميس الجارحي
لاشك أن المبادرة المصرية الأخيرة التي أعلنها الرئيس السيسي من القاهرة،وبحضور المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي ،والمستشار عقيلة صالح رئيس البرلمان الليبي (المؤسسة الوحيدة المنتخبة من الشعب الليبي)،والتي تدعو إلى وقف القتال و انتخاب مجلس رئاسي،ونزع سلاح المليشيات،وطرد المرتزقة والعناصر الأجنبية من ليبيا،ورفض التدخلات الأجنبية فيها، هذه المبادرة تعد المحاولة المصرية السلمية الأخيرة لإنقاذ ليبيا من المصير السوري،والذي يسعى إليه الرئيس التركي بخطوات سريعة ومؤثرة على الأمن القومي المصري،وهي كاشفة أيضا للأطراف الغربية التي يخدمها الأردوغان بحماقاته.
لقد بات واضحا لكل ذي بصيرة أن مشروع تقسيم المنطقة قد وكل إلى ذلك المعتوه الذي يرنو إلى الزعامة ،ويعيش دورها، ليعيد (أمجاد)أجداده على حساب العرب والمسلمين،لقد نجح الغرب في استخدامه،ونجح هو في استخدام فرق الخوارج في كل مكان،فتارة يستخدمها في سوريا،وتارة في ليبيا وهكذا ليحقق ما استخدم من أجله في تفتيت المنطقة، وطموحاته في الخلافة المزيفة،ولا تنس في هذا المقام أن من أوصل الخوارج لحكم ليبيا هو حلف الناتو نفسه بحرب مدمرة على الجيش الليبي، حتى لا يحدثك أحدهم عن شرعية زائفة لحكومة السراج.
إن المبادرة المصرية الأخيرة تضع الجميع أمام مسؤولياتهم قبل أن تضطر مصر وحلفاؤها من التدخل العسكري حماية لأمنها وثرواتها.
تدرك مصر أن الطرف الآخر لن يتفاعل إيجابيا مع المبادرة التي تراعي كل القرارات والمبادرات الدولية،ولكنها تريد إظهار هذا الرفض أمام المجتمع الدولي،ويكون مبررها للتدخل العسكري أقوى،وطالما أن الطرف الآخر قد فسر صبر مصر ، وحرصها على نجاة ليبيا من التقسيم ضعفا ،فليتحمل عواقف حماقاته.
ويجب على مصر أن تأمن جبهتها الداخلية من الطابور الخامس،الذي يحمل الجنسية المصرية في بطاقة هويته فقط بينما قلبه وفعله مع العدو،يخون وطنه وهو يظن أنه يحسن صنعا.
لقد كتب الله على مصر أن يتكالب عليها العدو من الخارج وكلاب النار من الداخل وهى قادرة بإذن الله أن تنتصر عليهما وتنقى العالم من خبثهما.
حفظ الله مصر ونصرها على أعدائها.