العقاب البدني للطفل لا يقبل النقاش.. دكتور محمد بني هاني

العقاب البدني للطفل لا يقبل النقاش
دكتور محمد بني هاني
نحن نتحدث عن الإصلاح والتقدم ولا زلنا نتحدث عن العقاب البدني في المدارس، وكأن هذا الموضوع يقبل النقاش. قانون التربية في الأردن لعام 2007 يمنع العقاب البدني في المدارس ( قانون التربية والتعليم الاردني تعليمات الانضباط الطلابي في المدارس الحكومية والخاصة وتعديلاتها رقم 1 لسنة 2007 ). وكذلك كل دول العالم تمنع ذلك والمتقدمة منها كانت سباقة في حضر العقاب البدني للأطفال.
الحقيقة ان أغلبية المعلمين في الأردن لا تضرب طلابها وتتبع القوانين. أما وقوف البعض مع هذه النسبة البسيطة والعصبية والتي لا تحتمل الطلاب وتصر على تأديبهم بضربهم بالبربيش وبالكفوف على وجوههم هي عملية تهميش وغير عادلة لمعظم المعلمين في المجتمع الأردني.
ليس فقط معاقبة الطالب جسدياً امر مرفوض ولكن أيضا التوبيخ اللفظي والكلمات النابية التي تترك اثارا سلبية على الطالب وتحد من تقدمه. مثال على ذلك ان يقول المعلم للطالب “أنت غبي.” يجب ان يتوقف بعض المعلمين من استخدام كلمات كهذه واستبدالها بكلمات تحفيزية ومهذبة تليق بالمعلم والطالب على السواء. الطالب يتكيف مع الكلمات السلبية مما يترك اثرا سلبيا عليه مدى الحياة.
الكثير من الناس ينوه الى حساسية المجتمع المتدنية نحو الطفل ويلجأون لأمثلة ان الآباء لا يمونون على ابناءهم والكثير منهم يضربون ابناءهم بشكل مبرح.
هذا صحيح ولكنه لا يجوز! والمدرسة يجب ان تقود المجتمع وتغيره ولا تنتظر حتى يتغير المجتمع لكي تتغير.
رأيت احدى المعلمات وفي احدى مدارس اربد المحترمة كانت تحمل عصاتين؛ لكي تكون الثانية جاهزة إذا انكسرت الأولى كما قالت لي، والأمثلة كثيرة.
من جهة أخرى الأطفال متعبين وصعبين ومع زيادة مشاكل الأهالي ومشاغلهم وزيادة فهمنا واطلاعنا الى الحاجة الماسة لحرية الطفل وللنشاط من اجل التعلم تصعب مهنة المعلم، وخاصة على من لا يطور نفسه ويبقى يتصرف كما تعلم عندما كان صغيرا ويقفز عن كل ما تعلمه في الجامعة! أنا أأكد ان المشكلة تكمن في تأهيل المعلم.
اكتب هذه المداخلة دفاعًا عن معظم المعلمين الذين لا يمارسون العقاب البدني ولا يعرفون الألفاظ النابية. ليس عدلا ان نهمش هذه النسبة الكبيرة ونضعها تحت الاتهام. قلوبنا مع هذه الفئة التي تقدم اكثر بكثير مما تأخذ.