دكتور جمال شعبان – استشاري امراض القلب –  لـ “الحدوتة”: أمراض القلب أصبحت أنفلونزا العصر.. وهناك طرق عديدة للوقاية منها

رقية الجدي

انتشرت أمراض القلب بصور مفزعة في العالم العربي مسببة في الملايين من حالات الوفاة، والكثيرون لا يعرفون ما هي مسببات تلك الأمراض وكيفية الوقاية منها؟ ولهذا كان لـ “الحدوتة” هذا الحوار الهام مع الدكتور الكبير جمال شعبان استشاري أمراض القلب الكبير، مدير معهد القلب المصري السابق ليتحدث عن أمراض القلب بشكل مستفيض.

أسرار كثيرة يتحدث فيها دكتور جمال شعبان عن أمراض القلب وكيفية التعامل معها في السطور القادمة.. فإلى نص الحوار.

في البداية يا دكتور ما سبب انتشار أمراض القلب بهذه الصورة الكبرى في عالمنا العربي؟

أطلق على أمراض القلب انفلونزا العصر من كثرة انتشارها، وذلك لأن مسببات هذه الأمراض أصبحت منشرة بكثافة والتي منها  ارتفاع ضغط الدم والسكر والتدخين والدهون الثلاثية والكوليسترول والوزن الزائد والمسكوت عنه التوتر والقلق والتلوث البيئي.

الأرقام مرعبة بشأن المصابين بمسببات أمراض القلب فلك أن تعلم أن ربع المصريين البالغين يعانون من ضغط الدم المرتفع ومريض هذا النوع من الضغط مشروع مريض قلب، ونسبة مرضى السكر 12%، ونسبة المصريين المصابين بالكوليسترول والدهون الثلاثية أكثر من 30 %،  وقد أعطت مبادرة الرئيس السيسي 100 مليون صحة أرقام مرعبة بشأن زيادة الوزن حيث أن أكثر من 50 % من المصريين يعانون من الوزن الزائد.

ومن وجهة نظري أيضا أن من أسباب زيادة أرقام مرضى القلب هو أن الوسائل التشخيصية تطورت لذلك بدانا نكتشف كثيرا مرضى القلب الذين كانوا يموتون دون أن نعرف لماذا ماتوا؟ وهم في الحقيقة ماتوا بسبب أمراض القلب.

كيف نحافظ على قلوبنا من الأمراض القلبية؟

فاتورة أمراض القلب باهظة جدا وبالطبع الوقاية تغني عن العلاج 350 مليار دولار فاتورة أمراض القلب في أمريكا عام 2005، وأنا أرى أن هذه الوقاية تتم  من خلال منابر للتوعية، هذا بجانب الاكتشاف المبكر عن ضغط الدم واعرف رقمك فيه حفاظا على قلبك، تضبيط الوزن، والبعد عن السمنة والكوليسترول، الحفاظ على رشاقة الوزن وتجنب الكرش كلها وقاية من أمراض القلب، ومن أهم أسباب الوقاية أيضا السلام النفسي والبعد عن الانفعالات فهناك أزمات قلبية تحدث بسبب الانفعالات العاطفية وخاصة الحزن وكانت سببا في ظهور مرض جديد اسمه “متلازمة القلوب المنكسرة” فالقرآن حذرنا من التطرف في المشاعر سلبا وإيجابا وهي فعلا تسبب أزمات قلبية التي كانت سببا في زيادة الموت المفاجيء في عصرنا الحالي، ونهاية أنصح بإعادة تشجير القاهرة والمدن المكتظة بالسكان التي عانت من انتشار المعمار على حساب الخضار  لأن هذا يسهم في الوقاية من أمراض القلب.

سؤال يشغل بال العديد.. هل أمراض القلب وراثة؟

بعضها، فالحمى الروماتيزمية هناك أسر فيه قابلية وراثية ولكن ليس بالضروري طبعا، الشرايين التاجية العامل الوراثي قوي وحاسم في هذا المرض، الكوليسترول والدهون أيضا وراثي، هناك ناس لديهم عوامل خطورة ولكن ليس لديهم جانب وراثي فتكون الإصابة بأمراض القلب بعيدة إلى حد ما لكن إذا توافر مثل أمراض الضغط والسكر ومعهم الاستعداد الوراثي تكون الإصابة بأمراض القلب احتمالياتها عالية جدا.

كيف نحافظ على قلوب الأطفال من أمراض القلب؟

نحميهم من البداية من خلال البعد عن زواج الأقارب وخاصة لو هناك تاريخ عائلي لأمراض القلب، الحامل يجب تراعي الطفل الذي في بطنها من خلال البعد عن اشعة دكتور الأسنان والبعد عن المضادات الحيوية حتى لا يحدث تشوه لقلب الجنين، يجب على الأم الحامل آيضا ألا تدخن وألا تقترب من التدخين السلبي لأن هذا ممكن يسبب في ثقب بالقلب لجنينها.

وفي حال إنجاب طفل بصحة جيدة يجب أن نرعاه جيدا بحيث نكشف عليه في حال التهابات الزور المتكرر لأن هذا يعني أن الطفل لديه استعداد روماتيزمي وممكن يتحول لمريض قلب ، والتهاب زور إذا لا يعالج صح قد يتحول لمرض قلبي، وأنصح هنا بأخذ كورس المضاد الحيوي كامل ولا نكتفي بيوم أو يومين.

أنصح الأمهات أيضا بإبعاد أطفالهم عن السمنة والبدانة، فتصلب الشرايين يبدأ في الطفول ومن مسبباته طبعا السمنة.

هناك حوامل مريضات قلب.. كيف يتم التعامل معهم طبيا؟

يجب أن يكون هناك تنسيق بين دكتور النسا ودكتور القلب في هذه الحالة، لأن الحامل في قلب بجوفها وهو قلب الجنين، نحن نخاف على قلب الجنين، ففي حالة مثلا وجود اختلال في كهرباء القلب لدى الأم  ستكون مضطرة لأخذ دواء قد يأذي قلب الجنين لو لم تأخذه تحت إشراف طبي مشترك، ولذلك أنا أتابع قلب الجنين كما أتابع قلب الأم حتى أحافظ على القلبين ولذلك اؤكد على ضرورة وجود تنسيق بين الطبيبين.

حالات مريضات القلب الحوامل تحتاج فن وخبرة ودراية حتى تولد المرأة طفلا سليما، مثل  المتابعة الدقيقة خلال ال 3 شهور الأولى من الحمل ومنع الأم من أن تأخذ أي عقار قد يؤذي قلب الجنين، كما أننا أحيانا نقوم بعض العمليات أثناء فترة الحمل وبالتحديد في الفترة الأخيرة من الحمل دون التأثير على الجنين للحفاظ على صحة الأم.

هل هناك مريضات قلب لا يجوز معهم الحمل نهائيا ؟

نعم للأسف، وهم مريضا ارتفاع ضغط الشريان الرئوي سواء ارتفاع بدون سبب أو بسبب ثقب أو مرض خلقي، وفي حالة وجود ضيق الصمام الأورطي، أو في حالة تراجع وظيفة البطين الأيسر لأنها تسبب  ترهل ووهن وضعف عضلة القلب، وفي هذه الحالات سيكون الحمل استحالة لأن المريضة تتعرض لخطورة رهيبة جدا.

متى يحتاج مريض القلب التدخل الجراحي بداية من القسطرة وحتى تركيب الصمامات بعمليات القلب المفتوح؟

أزمات القلب الحادة تحتاج قسطرة ضرورية وعاجلة والكل في العالم اتفق على هذا ونوصي بالتدخل  في الوقت الذهبي أي خلال 90 دقيقة وهذا يحدث في حالات  ضغط الشريان التاجي وحدوث ذبحة صدرية غير مستقرة.

هناك أيضا بعض الحالات  مثار الجدل مثل ضيق  الشريان التاجي المزمن أو تصلب الشرايين التاجية المزمنة وهنا أنصح بأخذ أكثر من رأي قبل تنفيذ أي عملية هذا بجانب استنفاذ كل الفحوصات حتى نتأكد أن الضيق شديد وأن الحالة فعلا تحتاج ذلك.

أما في حالة الصمامات أيضا لها طريقة ولها أراء محسومة علميا ولكن البعض يستسهل ولذلك أطالب المريض بأخذ أكثر من رأي قبل اتخاذ قرار العملية.

كيف يتم التعامل الطبي السليم مع الأطفال المولودون بأمراض القلب ؟

هناك بعض الحالات وراثية، وبعض الحالات بسبب تعرض الأم للاشعة في ال 3 شهور الأولى، أو الحصبة الألمانية ، أو بعض الأمراض المعدية أو تناول بعض العقاقير التي تشوه قلب الجنين، تعرضها للتدخين والنيكوتين.

التعامل معهم حسب الحالة ممكن ثقب بسيط يغلق وحده وتتم متابعة المولود كل 6 شهور لو الثقب أغلق تنتهي المشكلة  ولو لم يغلق نقوم بتدخل جراجي بسيط بالقسطرة، أما في حالات العيوب الخلقية المركبة التي تحتاج تدخل جراحي  نأخر العملية حتى عمر عام لضمان نجاح أكبر للعملية، ولكن هناك عيوب لا تتحمل الانتظار مثل انسداد وانعكاس في الشرايين والأوردة وزرقة شديدة وهذه الحالة تحتاج لعمل عملية خلال أيام من ولادة الطفل.

أحاديث كثيرة حول القهوة هل هي مفيدة أم مضرة للقلب؟

القهوة مفيدة للقلب وفقا لتقرير لجمعية القلب الأوربية التي قالت في دراسة لها أن  من 3 ل 5  كوب قهوة في اليوم تكون مفيدة بشرط أن تشرب بطريقة سليمة ليست على الريق ولا مع السجارة وليس عليها سكر كثير ولبن كثير حتى لا تضيع فائدتها، حوهي مفيدة لأن فيها مضادات الأكسدة وتصلب الشرايين وتحمي من اختلال كهرباء القلب.

هل المنشطات الجنسية ومن ضمنها الفياجرا تمثلا خطرا على مرضى القلب؟

الفياجرا طفرة في تاريخ البشرية فتحت بعدها سلسلة لكل الأدوية المنشطة جنسيا ، وكان الهدف من الفياجرا في البداية توسيع الشريان التاجي وتم اكتشاف بعد ذلك تأثيرها الجنسي، وعل كل فأنا  أؤكد أن عقار الفياجرا لا يسبب أي مشاكل للقلب ولكنه يخفض الضغط قليلا لذلك أنصح مرضى الضغط الذين يتناولون عقارا للضغط أن يفوتوا الجرعة حال أنهم أخذوا عقار الفياجرا الذي يعتبر  مفيد للقلب ويحمي عضلة القلب وله تأثير إيجابي واضح حالات ارتفاع الشريان الرئوي حيث أن الحالات معه تتحسن جدا.

هل هناك نصائح غذائية معينة لتجنب السمنة المسببة لأمراض القلب؟

“كلوا واشربوا ولا تسرفوا”، لا تملأوا بطونكم بالأكل، كما أننا نقلل الخبز قدر الإمكان، وكذلك السكريات والنشويات، نعتمد في طعامنا على الدهون الطبيعية بعيدا عن الزيوت والسمنة ، تجنب القلي ، والأكل الدسم على النار، نحاول ممارسة الرياضة بشكل مستمر، ونقوم بعمل توازن بين السعرات والمجهود.

في النهاية ما هي العادات السيئة التي يتبعها البعض وقد تتسبب في أمراض القلب؟

المسكنات كارثة كبرى لا يجب أن تكون مثل البونبون لأنها ترفع ضغط وتسبب الجلطات، برشام منع الحمل يجب مراجعة الطبيب فيه لأنه من الممكن أن يتسبب في جلطة، أدوية البرد كارثة حال استمرار استخدامها، وكذلك المكملات الغذائية المسرطنة التي لها مخاطر كبرى على المستويين القريب والبعيد،  يجب مراجعة الطبيب قبل أخذ أي علاج فالأدوية التي تصرف بدون روشتة طبية قد تتسبب في مشاكل قلبية كبرى.