سيما
محمد فوزي السبب في قصة حب وردة وبليغ حمدي
الإمارات – الحدوتة
كلنا تقريبا عارفين قصة الحب الكبيرة اللي كانت بين “وردة” و”بليغ حمدي” ربنا يرحمهم، وقد إيه حكايتهم تشبه في حلاوتها ورقتها حواديت الف ليلة وليلة ومسرحيات شكسبير الرومانسية…
بليغ ووردة اتقابلوا للمرة الأولى في بيت الفنان “محمد فوزي” وقدموا سوا أول أغانيهم “يا نخلتين في العلالي” في فيلم “ألمظ وعبده الحامولي”، وبسرعة جدا جمعت الإتنين مشاعر عاطفية حلوة، وبالفعل اتقدم بليغ لوالد وردة وطلب منه إيد بنته سليلة الصون والعفاف، لكن والدها رفض تماما فكرة جواز وردة من راجل آلاتي..فلاتي..بتاع هشك بشك..وأجبرها على الجواز من ظابط جزائري إسمه “جمال قصري” وخلفت وردة منه ولد وبنت “رياض ووداد” واعتزلت الغناء تماما بأمر من سعادة البيه المأمور جوزها…!
بعد تسع سنين من آخر لقاء بين وردة وبليغ يشاء السميع العليم إن الحكومة الجزائرية تبعت لـ “بليغ حمدي” وتطالبه بالحضور لزيارة الجزائر عشان عندهم كلمات تصلح لتكون النشيد الوطني الجزائري الجديد، بس محتاجين حد عبقرينو زي بليغ عشان يلحنه…
وبالفعل يسافر بليغ للجزائر وكان معاه في نفس السفرية الست “هدى سلطان” والبرنس “محمد رشدي” اللي كانوا رايحين يغنوا في حفلة هناك…
طبعا أم رياض ووداد اللي هي مدام “وردة” عرفت بوجود الوفد الفني المصري ده، فـ راحت لفندق إقامتهم عشان تسلم عليهم…
وأول ما عنيها جت في عين بليغ، وأول ما إيديها اتمدت عشان تسلم عليه..الدنيا ولّعت في قلب الراجل المسكين…
بعد اللقاء طلع بليغ لغرفته في الفندق ومشاعره كلها بتدندن وبتتحول لنوتة موسيقية، ونفسه يترجم المشاعر دي لأغنية، بس مفيش معاه كلام يليق بجلال الموقف وحجم المشاعر، ومفيش شاعر حواليه يكتب اللي حاسس بيه، ومفيش انترنت ولا موبايل عشان يكلم شاعر من حبايبه في مصر يساعده…
لكن من الواضح إن مشاعر هذه اللحظة عند بليغ كانت أكبر من إن أي ظروف تحوشها، قام بليغ وجاب ورقة وقلم وابتدى يكتب بنفسه مشاعر لقاءه بوردة، وبعدها جاب العود وابتدى يلحن هذه الكلمات…
بعد كام يوم اتقابل الاتنين في الأستوديو عشان يشوفوا موضوع النشيد الوطني الجزائري اللي اتكلمنا عليه، واللي الحكومة الجزائرية كلفت وردة إنها تغنيه برغم اعتزالها للفن، وبرغم رفض سعادة الظابط جوزها إنها تغني حتى لو أناشيد وطنية، بس مين يقدر يقول للحكومة لا…!
بليغ لقاها فرصة إنه يسمّع وردة الأغنية اللي كتبها ولحنها لما شافها، الأغنية قطعت وردة وزلزلت مشاعرها، وقالت لبليغ كملها..
ساعتها بليغ وجد الفرصة مناسبة عشان يقولها: حرام تحرمي الناس من صوتك العظيم، لو رجعتي مصر لجمهورك وفنك أوعدك هكملها…
وفعلا بعد كام أسبوع ماقدرتش وردة تكمل في حوار مرات سعادة الظابط وبالفعل طلبت الطلاق ورجعت لمصر من تاني..
وكانت أول أغانيها بعد العودة هي الأغنية اللي كتبها ولحنها حبيب القلب عشان خاطر “عينيها السود”..
وعلى الرغم إن الشاعر “محمد حمزة” استكمل الجزء اللي كتبه بليغ، إلا إن الجزء بتاع بليغ يفضل أرق وأصدق كلمات أغنية “العيون السود”..
يقول بليغ:
وعملت إيه فينا السنين
فرقتنا لا، غربتنا لا،
ولا دوبت فينا الحنين السنين،
وبحبك والله بحبك،
قد العيون السود بحبك
وإنت عارف قد إيه كتيرة وجميلة
العيون السود فى بلدنا يا حبيبى..!