نص كلمة “السادات” في الاحتفال بإعادة افتتاح القناة للملاحة الدولية مجدداً في 1975
في ذكرى عودة حركة الملاحة مجدداً في 5 يونيو عام 1975، بعدما توقفت في 5 يونيو 1967 حصلت “ الدستور” على نص كلمة الرئيس محمد أنور السادات في الاحتفال بإعادة افتتاح القناة للملاحة الدولية مجدداً في 1975.
“سجل التاريخ الحديث أن قناة السويس أغلقت أكثر من مرة، آخرها فى الخامس من يونيو 1967 نتيجة العدوان الإسرائيلى على أرض مصر وسلامتها، لكن بإذن الله وبتوفيق منه وأمام العالم أجمع، فإن قناة السويس المصرية تم تطهيرها كاملة من العدوان الإسرائيلى بعد العبور المجيد فى السادس من أكتوبر 1973، ومعارك التحرير والكرامة، وأصبح طبيعيًا أن يكمل هذا الشريان المصرى الحيوى مسيرة العبور فى سبيل سعادة الأسرة الإنسانية ورخائها، وأن يواصل رسالته العالمية فى الربط بين أطراف العالم كلها، وتحسين التبادل والتفاعل بين الأمم والشعوب، إن ابن هذه الأرض الطيبة الذى شق القناة بعرقه ودموعه، هو همزة الوصل بين القارات والحضارات، وعبرها بأرواح شهدائها الأبرار لينشر السلام والأمان على ضفتيها، يعيد فتحها للملاحة من جديد كما أنشأها أول مرة، رائدًا للسلام وشريانًا للازدهار بين البشر».
وإذ يقدم الشعب في مصر هذه المبادرة في إطار إسهامه الحضاري ورسالته العالمية، فإن يذكر الشعوب الصديقة بأن أجزاء غالية من ترابه ماظالت ترزح تحت يد الاحتلال الأجنبي وأن شعباً بأسره لايزال يعاني المنفى الجبري والقهر الغاشم على أرضه.
فإلى جميع القوى المناضلة من أجل سلام العالم ورخائه، من أجل التقدم الإنساني الكبير تهدي مصر الخطوة من جانبها رخاءاً وتيسيراً على الشعوب الصديقة وكافة القوى المحبة للسلام.
ومصر إذ تواصل عطائها الإنساني تكرر أنها مصببة على القيام بواجبها المقدس نحو أرضها والأرض العربية الطاهرة التي مازال العدو يحتلها في الجولان واسينا وفلسطين ونحو الحقوق العربية المغتصبة” .