الست المصرية امرأة عظيمة في كل الحالات
بقلم سلامة رفاعي هلال
لست ضدَّ عمل المرأة وتَمدرُسِها، ولا ضدَّ نجاحها، ولا ضد تحرِّرها، بل طالما كنتُ مسانداً لقضايا المرأة المشروعة والعادلة…
لكنْ هناك فرقٌ بين عمل المرأة، وبين تسليعها وجعلها وسيلة للتسويق والإغراء التجاري، ذلك الإفناء الذي تمارسه الثقافة الاقتصادية بإخلاء المرأويَّةِ من كل قيم التكريم، وجعلها مجرد أداةِ إغواءٍ لأجل الاقتناء ومَلء الأرصدة البنكية لأصحاب الشركات والماركات العالمية…
هناك فرقٌ بين نجاح المرأة، وبين جعل النجاح بديلاً أو مناقضاً لتكوين الأسرة أو تربية الأولاد أو المكثِ في المنزل… فالمرأة قد تنجح في مجال عملها كأستاذة تربي النَّشء أو طبيبة تداوي الناس، كما قد تنجح في ميدان أسرتها وإدارة شؤون بيتها، بل نجاحٌ عظيم هو إنجاح الأسرةِ التي هي نواة المجتمع ومُرتكزُه الأساس.
وكما قد تنجح المرأة أيضا في الجانبين، وهناك نماذج كثيرة لنسوةٍ ناجحات في مجالي الأسرة والعمل معاً، وهناك العكس كذلك. فالنجاح في جميع الأحوال لا تعلق له بخروج المرأة أو عدم خروجها، أو عملها أو عدم عملها، بل بنوعية ذلك العمل وطبيعته، وبنوعية ذلك القرار في المنزل وطبيعته…
وهناك فرق أيضاً بين تحرر المرأة، وبين جعل التحرر مختزلاً في اللباس القصير وحذاء الكعب العالي وأحمر الشفاه، ثم نمنع المحجبات من ولوج المدارس أو الجامعات والنظر إليهن بنظرة الدونية والتنقيص، فتلك إذن حريةٌ مشروطةٌ يُشَمُّ منها طعم التطرُّف والتناقض…
هناك تحرير حقيقي للمرأة، وإعتاق لها من ظلم المجتمعات المتخلفة والأعراف المناقضة للمبادئ الشرعية والكونية، وهناك تحريرٌ ملغوم يتدثَّر بِلَبُوس الحرية وهو في أصله أسْرٌ كاملٌ ومصادرةٌ على المرأة جسداً وفكراً وروحاً.