بقلم: خميس الجارحي
يخبرنا النبي الكريم _صلى الله عليه وسلم_ بتحول أحوال الناس آخر الزمان ، وتبدل المقاييس ،فيكذب الصادق، ويصدق الكاذب ،ويخون الأمين ،ويؤتمن الخائن ، ويتصدر الرويبضة التافه متحدثا في أمور العامة .
الرويبضة هو العاجز الذي ربض عن معالي الأمور وقعد عن طلبها ،والغالب أنه قيل للتافه من الناس لربوضه في بيته وقلة انبعاثه في الأمور الجسام.
يبين النبي الكريم أمورا ستصير في مستقبل الأيام ،وهي حاصلة في واقعنا المعاصر ،وهي أن يتمكن التافه الذي لا علم له من الكلام وكأن الأصل ألا يتكلم إلا العاقل الحكيم، ومما يزيد المشكلة عمقا أن يكون هذا التافه ممن يتناولون أمور الجماهير فيساهم في تضليلهم وإثارة الفتن فيهم.
سماه النبي _صلى الله عليه وسلم_ الفويسق والتافه والسفيه ..وهي أوصاف تدل على النقص والحقارة.
الرويبضة لا علم له يجعله يحسن الرؤية ،وهو مدفوع بهواه وعاطفته أكثر من عقله ،بل ربما أيضا بمنافعه أكثر من قيمه وأخلاقه .
لا تقنعه إحصائيات المنظمات الدولية ،أو لغة الأرقام أو كلام العلماء والمتخصصين بل ربما راح يسخر من أصحابها ،لا يهتم بالتبين الذي أمرنا الله به (فتبينوا….)، الحق عنده ما وافق هواه لا ما عليه الدليل .
الرويبضة ينصب نفسه خبيرا في السياسة والاقتصاد والاجتماع والرياضة وجميع المجالات ! بل وفي الدين أيضا له مداخلات وتعليقات !
تجد الرويبضة في وسائل الإعلام ،وعلى المنابر ، وفي المدارس والمؤسسات والأندية والمقاهي والمنتديات، أما السوشيال ميديا فحدث عن هبد الرويبضات ولا حرج !
الرويبضة يعمل على بث الإرجاف والإحباط في المجتمع،بل ويدعو إلى قيام (الثورات)!
لايكتفى بنقل الخبر كما هو بل يسرع إلى استنتاجات من وحى خياله يظنها الحقيقة ويتعدى ذلك إلى سوء ظن بالآخرين .
ولذلك كله حذرنا نبي الإسلام في الحديث (سيأتى على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ،ويكذب فيها الصادق ، ويؤتمن فيها الخائن،ويخون فيها الأمين ،وينطق فيها الرويبضة ،قيل : يا رسول الله وما الرويبضة؟قال:الرجل التافه يتكلم في أمر العامة).