بقلم: خميس الجارحي
عشت زمانا دون أن أدري على منهج الخوارج القعدة،وأنا أظن نفسي مجاهدا في سبيل الله بالكلمة،وآمرا بالمعروف وناهيا عن المنكر، ومنذ سنوات ثمان وبفضل من الله تعرفت على خطأ ما أنا عليه من خلال العلماء الثقات ،واطلاعي على منهج النبي الكريم -صلى الله عليه وسلم- في التعامل مع الحكام وولاة الأمور.
ولذلك يتعجب كثير ممن يعرفونني بل وبعض تلامذتي مما طرأ على مواقفي من تغيير، بل مازالت توجه إلي التهم القائمةعلى سوء الظن،أو تعصب ممقوت ،ويعلم الله أنهم كاذبون ولا أهتم بالرد على اتهاماتهم وظنونهم بقدر ما أحاول بمواقفي أن أجلب رضا رب الناس .
يتعجبون من تأييدي للنظام! وكيف لا أفعل؟! وعشرات من أحاديث النبي الكريم تأمرني بطاعة الحاكم في غير معصية، والدعاء له بالصلاح لأن في صلاحه صلاح للرعية ،وأمرني نبي الإسلام_ الذي ألزمني الله بطاعته_ بالصبر عليه ،وجعل حدود هذا الصبر إلى يوم القيامة فقال :(حتى تلقوني على الحوض)، ونهاني نبي الإسلام _الذي لا طاعة لمخلوق غيره إن خالفه_عن سبه أو الدعاء عليه أو الخروج عليه ولو بالكلمة بل ولو بالقلب، وعلمت أنه _صلى الله عليه وسلم عندما يأمرني بذلك لا يدعوني إلى المذلة كما يظن الخوارج،وإنما يئد الفتن التي تترتب على الخروج، وأنا مكلف بطاعة النبي لا غيره وإن تلبس بزي العلماء ،وهم عندي دعاة على أبواب جهنم كما وصفهم _صلى الله عليه وسلم_.
هذا هو السبب الرئيس وإن لم يكن هناك غيره لكفاني، ولا مانع بعد ذلك من ذكر أسباب أخرى.
أنا مع النظام لأنني رأيت بأم عيني سقوط العراق ومقتل أهله وتشريدهم بسقوط صدام،وسقوط اليمن وتهجير أهله ومقتل الألاف وترك أهله فريسة للأمراض والأوبئة بسقوط على صالح ،وسقوط سوريا واحتلال أرضها وتهجير شعبها ،واستغلال أبنائه مرتزقة في حروب لا ناقة ولا جمل لهم فيها عندما خرجوا على بشار، ولم ير الشعب الليبي أي خير بعدما قتل الخوارج القذافي.
والعاقل من اتعظ بغيره ،وكيف يسوق الله أمامي كل هذا وأفعل مثلما فعلوا؟!
أنا مع النظام لأنني رأيت فيه حسن الخلق ،وعفة اللسان ،وجدية في الإصلاح،وعدم اهتمامه بجلب شعبية زائفة على حساب الوطن،بينما أعداؤه ساءت أخلاقهم ،وانتكست فطرتهم،وصاروا يشرعنون الفحش لأتباعهم،بل ويستعينون بأعداء الإسلام ضد بلادهم.
أنا مع النظام وهو يعد القوة لأعداء الوطن ،وهو يرسم خطوطا حمراء في البر والبحر لا يستطيع الطامع إلا أن يلتزم بها مجبرا غير مختار.
أنا مع النظام وهو يملأ طول البلاد وعرضها بمشروعات في جميع المجالات ،تجعل المواطن يعيش آمنا على مستقبل وطنه وأبنائه
من الآخر لقد أعددت للسؤال أمام الله جوابا. وأي من المظالم لا أرتضيها ،وكما قال المصطفى (فإنما عليه ما حمل وعليكم ما حملتم).
وفي الختام أسأل الله أن يحفظ مصر ويهدينا جميعا سبيل الرشاد.