البتاكوشي: 3 سيناريوهات مرة أمام أردوغان للخروج من مأزق إدلب
البتاكوشي: 3 سيناريوهات مرة أمام أردوغان للخروج من مأزق إدلب
أكد محمود البتاكوشي، الباحث في الشأن التركي، أن جميع الخيارات المطروحة أمام رجب طيب أردوغان رئيس تركيا للرد على الخسائر التي يتعرض لها الجيش التركي في سوريا مرة.
وأضاف الرئيس التركي يبحث عن ملاذ أمن للخروج من المأزق الذي وضع نفسه فيه ويحاول بشتى الطرق الوصول إلى اتفاق مع روسيا لوقف إطلاق النار في إدلب، حسبما أكد وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، أن وقف إطلاق النار في إدلب غير ممكن إلا من خلال اجتماع الرئيس أردوغان وبوتين.
وأكد البتاكوشي أن روسيا مصرة على حسم الصراع والحرب في سوريا من خلال دعم الجيش الوطني السوري لدحر المعارضة وتطهيرها من المحتل التركي حيث وفرت موسكو غطاء جوي كامل من سلاح الجو الروسي وقاعدة حميميم، ولن تتراجع ولن تسمح لنظام الأسد أن يتراجع إلى حدود سوتشي كما تطالب أنقرة، وأنها مستعدة لجميع الخيارات بما فيها التدابير العسكرية.
وأشار البتاكوشي أن روسيا منذ تدخلها العسكري في سوريا عام 2015، نصب عينيها هدف الاستحواذ الكامل على سوريا، واستخدمت في سبيل ذلك إيران للقتال على الأرض، كما تحالفت مع تركيا لسحب البساط من تحت عملية جنيف، التي تديرها الأمم المتحدة بإشراف أمريكا، وإبطال الحل السياسي للمسألة السورية.
وأضاف البتاكوشي أن إدلب تعد لأردوغان مسالة حياة أو موت نظرا لموقعها الإستراتيجي واشتراكها مع تركيا في 130 كم من الحدود البرية، فضلا عن إحتمالية نزوح أكثر من مليون لاجئ حال سيطر الجيش السوري على المدينة، مما يجعلها مهم جدا لحفظ الأمن القومي التركي.
وأكد الباحث في الشأن التركي، أن أردوغان يمتلك دوافع شخصية إلى جانب هذه الدوافع الإستراتيجية والأمنية، فهو يرفض الإستسلام رغم معاناته الكبيرة هناك حتى لا يظهر مهزوما، حيث فشل على مدار 9 سنوات في الإطاحة بالرئيس السوري حافظ الأسد كما أن فقد النفوذ التركي في إدلب يعني انقلاب الجماعات الإرهابية التي صنعها من مقاتلين أتراك مثل كتائب السلطان مراد، كتائب السلطان محمد الفاتح، لواء الشهيد زكي تركماني، لواء سمرقند، أجناد القوقاز، وبعض هذه الفصائل اندمج في هيئة تحرير الشام (النصرة)، أو كتائب السلطان مراد، عليه لتخليه عن إدلب، وعدم إقامة دولة إسلامية في إطار الإمبراطوريّة العثمانية الجديدة، كما أن إعلان هزيمته يمنح المعارضة فرصة ذهبية للتحريض الشعب وتأليب الجيش ضده مما يعني هزيمته في انتخابات الرئاسة المقبلة.
وأضاف البتاكوشي أن مأزق أردوغان قد يدفعه لعمل إنتحاري بإعلان حربا واسِعة على سوريا يخوضِها وحده، وخاصة بعد أن تخلى عنه الناتو وحلفائه الأخرين، وهو يعلم جيدا أن الحرب ستكلفه خسائر كبيرة في صفوف الجيش التركي، لانه لتحقيق أي تقدم تركي يستلزم خوض معركة برية تشمل نشر أعداد كبيرة من القوات التركية في معارك مباشرة على الأرض، وهو خيار مر ولاسيما في ظل تحكم الجيش الروسي في سماء سوريا مما يجعل قوات أردوغان هدفا سهلا للغارات الجوية بالإضافة إلى الصواريخ والمدفعية الأرضية، كما حدث في سراقب ومحيطها.
وأكد البتاكوشي أن أردوغان أمامه 3 سيناريوهات للخروق من هذه الأزمة
حرب مفتوحة
تشن القوات التركية والجيش الحر هجوما واسعا على عدة جبهات قد يؤدي إلى نشوب احتكاك مع الجانب الروسي الذي يوفر تغطية جوية ومدفعية للقوات التابعة له (الفرقة ٢٥ والفيلق الخامس)، بما يعني انطلاق العملية العسكرية التركية التي توعدت بها أنقرة، مع إمكانية الصدام مع روسيا إذا قررت المشاركة في حماية قوات الأسد التي تمركزت مؤخرا داخل منطقة خفض التصعيد وخاصة بعد تحريض دولت بهجلي، رئيس حزب الحركة الوطنية التركي، أحد أهم حلفاء أردوغان في الوقت الراهن إذ دعا إلى “غزو دمشق وتدمير إدلب وحرق سوريا” حد تعبيره انتقاما من النظام السوري إثر مقتل عشرات الجنود في إدلب، كما طالب الحكومة التركية بإعادة النظر في علاقاتها مع موسكو التي “تحاول السيطرة على سوريا وعلى تركيا أيضا”، على حد تعبيره.
عملية عسكرية محدودة
قد يلجأ الرئيس التركي لشن عملية عسكرية محدودة لحفظ ماء الوجه، تقوم خلاله القوات التركية مع فصائل المعارضة السورية بعملية محدودة من عدة محاور ترغم القوات السورية على التراجع، مع فتح نافذة للتفاوض مع الروس، من أجل الوصول إلى شروط أفضل، وفي حال إخفاق الحل التفاوضي يتم استئناف العملية العسكرية.
عودة المفاوضات
استئناف المفاوضات بين تركيا وروسيا مع تأجيل العملية العسكرية، وخاصة أن انعقاد القمة الرباعية بين تركيا وروسيا وألمانيا وفرنسا يعكس وجود رغبة في ترجيح الخيار السياسي لدى جميع الفاعلين.