عنتر ولا سيف له
عنترة بن شداد واحد من أشهر شعراء العرب قبل الإسلام،وأشهر فرسانهم أيضا،كان يكنى بأبي الفوارس نظرا لفروسيته،التي لا نظير لها،يدافع عن قومه في الملمات،وقد أوتي من القوة والشجاعة ما جعله مهيئا لهذا الدور،ضرب به المثل فيقال عن الذي قام بموقف شجاع عنتر،ولو كانت الشجاعة في غير محلها يسمونها عنترية،فيضر من حيث أراد النفع وفي زماننا تزداد العنتريات،فدمرت العراق بسبب عنترية قائدها،ويستحوذ خوارج العصر على عقول البسطاء بعنتريات هم أول من يعلمون باستحالة تحقيقها،ففي كل قضية يطالبون القادة باتخاذ مواقف عنتر والأمة كلها في مرحلة الضعف،ولا تمتلك من المقومات ما يجعلها تتخذ المواقف القويةوهي آمنة من توابعها الضارة بها.
واليوم نحن أمام عنتر جديد! اتفق مع العدو على أن يكون لجماهير أمته التصريحات وللعدو الأفعال،فتصريحاته للجماهير تشعرك أنك أمام عنترة جديد حريص على القدس ،والفلسطنيين فيجلب الأتباع والمؤيدين ،بينما هو حليف استراتيجي للعدو الصهيوني،فتح أراضيه لتدريب الطائرات والطيارين الصهاينة ،وهوالشريك التجاري الأول لهم،واعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل في اتفاقية التطبيع بينهما في 2016،ومواد بناء دولته هي التي تبني مستوطنات العدو في القدس،يتظاهر بالدفاع عن الحريات بينما تعج سجونه بأكثر من نصف مليون سجين ،حتى أن دولته احتلت المركز الثامن على العالم في عدد المسجونين،والدولة الأولى في سجن الصحفيين،عينوه قائدا للشرق الأوسط الجديد ولذلك يعمل على تفتيت دوله وتهجير شعوبه، يملك مجموعة من الجوقة والهتيفة،تسبح بحمده ليل نهار، وتخدم على مشروعه.
هو عندهم أمير المؤمنين وسلطان المسلمين ،يؤيده الله والملائكمة وهو يرخص للبغاء!،يؤيده الله وقد اعترف بالمثلية ويحمي حقوق أصحابها!،يؤيده الله والملائكةوهو يقتل الأكراد ويهجرهم!،وهويبعث الخوارج والمرتزقة يشعل بهم الفتن في بلاد المسلمين.
هذا العنتري لن تأتي نهايته على يد أعداء الأمة فهو كنز لهم يدعمونه ويؤيدونه،ولكن الرهان على استفاقة المخدوعين به ،فإذا علموا كم هم مخدوعون فستكون نهايته على أيديهم،وأرى أن وقت النهاية أقرب مما نتوقع.
إن الأمة اليوم لا تحتاج لعنتريات كاذبة،وإنما واجب الوقت هو بناء القوة العلمية والاقتصادية والعسكرية التي تستطيع بها المحافظة على كيانها،واستعادة حقوقها المسلوبة.