ميسي يكشف صاحب الفضل عليه في شهرته
سأخبركم بقصة .. إنتبهوا جيداً ربما لن تسمعوها مجدداً
بالتأكيد عرفتوني ولكن كما جرت العادة سأعرفكم عن نفسي أولاً أنا ليونيل ميسي وأنا هنا لن أتكلم عن نفسي ، إنما سأتكلم عن صاحب الفضل بشهرة اسمي ، حديثي اليوم سيكون عن .. بيب جوارديولا
قصة حياة ميسي
سأعرفكم عن أفضل مدرب بالتاريخ بنظري وبرأي الأغلبية الفيلسوف بيب لذا إنضموا إلي رجاءاً
إذا أردت أن تعرف من هو جوارديولا لا تبحث في جوجل عنه ولا تسأل خصومه أيضاً ، لا تقرأ كتبه لتعرف قصته لأن جوارديولا بذاته لا يعلم قصته كما نعلمها نحن .. اللاعبون
في كل مرة ندخل لستاد التدريبات نجد رجلاً مبتمساً ينتظرنا ، بشوش الوجه دائماً ، لا يغضب ولا يتوقف عن الإبتسام ، حتى عندما نعود بالحافلة من مباراة خسرناها نجده مبتسماً كأن شيئاً لم يكن
كان مشاكساً في التدريبات وينعت الجميع بالألقاب السيئة كان بويان “الفتى المثير” ، ألفيس “عديم العقل” ، بيكيه “الأهبل” الكل بلا إستثناء كان يملك لقباً عند بيب ولقبي كان “الأفضل”
الأمر يدعو للغيرة حقاً .. كيف للجميع ألقاب سيئة إلا أنا
– لا تسألني أسأل جوارديولا
في برشلونة لم يكن هناك غيرة بين اللاعبين الكل كان يتلقى النصائح من جوارديولا المبتسم والكل تحت يديه لاعبين ، لا يوجد تفضيل فالمهاجمون يتدربون بنفس الطريقة والمدافعون بنفس الطريقة والحراس بنفس الطريقة دون التفريق بين أسمائهم أو ألوانهم كما يدعي البعض .
كنا كلنا نشكل كياناً يدعى برشلونة ، نلعب لأجله ونضحك لأجله ونحزن ونغضب ونفعل كل شيء لأجله .. لأجل برشلونة
أعتدت على مزحة لطيفة من بيب ، كان يكررها كل يوم دون ملل ، حتى عندما ينساها كنت أذكره بها عن قصد ، كانت المزحة هي أن يقوم بيب بشد شعري ويقول لي : متى ستتخلص من هذا ؟
جوابي معتاداً أيضاً وهو ما يضحك الجميع كنت أجيبه بإبتسامة : عندما ينبت لك مثله .. النكتة مضحكة بشدة
المزاح ليس بيني وبينه فحسب ، بل كان مرحاً مع جميع اللاعبين وخصوصاً الجديد منهم ، إبراهيموفيتش مثلاً في أول تدريب له معنا سأله جوارديولا هل بإمكاني تزوج والدتك ؟
دافيد فيا في حصته الأولى معنا سأله بيب ؟ ما سر ذلك الصرصور أسفل شفتك (السكسوكة).
كان لا يتوقف عن الضحك لدرجة ان بيدرو كان يقول له أنت حتماً مجنون ، حدث ذلك في الطائرة عندما خسرنا من الأنتر في نصف النهائي وودعنا دوري الأبطال ، اللاعبون غاضبون وبعضهم يبكي وجوارديولا يخفف الوضع قائلاً : سنعود في القادم لحصد البطولة لا تقلقوا
وفعلاً حصدنا البطولة في العالم التالي ، ربما ندين لجوارديولا بها وربماً جوارديولا أعتاد على الفوز معنا لذلك لا فضل له ، لا أعلم حقاً لكن بدون ضحكة جوارديولا لم نكن لنفوز بها حتماً
أذكر في أحد الأيام أنني تشاجرت مع صديقتي انتونيلا قبل ذهابي للتدريبات ، المباراة التالية كانت الإياب ضد أرسنال وعلينا الفوز للتأهل ، دخلت لستاد التدريبات غاضباً ، تكلمت مع ماسكيرانو حول الموضوع .. نسيت إخبارك أن ماسكي هو بيت أسراري ، أخبرته بالأمر وإنتظرنا حلول وقت التدريبات ، كان بويول وبيكيه مصابين وسنلعب بميليتو وماركيز ضد الأرسنال في الإياب
دخلنا معاً .. أنا وماسكيرانو لملعب التدريبات وكالعادة جوارديولا الضاحك كان بإنتظارنا ، يمزح معنا ويلقي النكات المعتادة حتى أقترب مني وشد شعري كالعادة وسألني : متى ستتخلص من هذا ؟
كنت مستاءاً وقتها فلم أجيب ، ساد توتر وصمت بسيط قطعه كلام ماسكي : أتركه وشأنه أيها الأصلع ، لم يغضب جوارديولا بل افلت شعري وأقترب من أذني وإعتذر مني وقال أنه لن يكرر المزحة مجدداً ، أعدت التفكير بالأمر في المساء لقد كنت فظاً قليلاً ولم نتكلم بعدها حتى المباراة في اليوم التالي في كتالونيا
قبل المباراة كان جوارديولاً حازماً ويشير بكلتا يديه هنا وهنا وهناك يمسك قلماً ويرسم على اللوح ويكتب الأرقام حتى نزلت التشكيلة وبدأت المباراة ، سرعان ما تلقينا هدف من بيندتنر صعب المهمة قليلاً
كنت في قمة مستواي وقتها والجماهير تهتف ميسي ، ميسي ، ميسي فيجب ان أفعل الصواب فهم بحاجتي الآن ، سجلت هدفاً ، هدفين ، ثلاثة ضامنة للتأهل وأنتهى الشوط الأول
بين الشوطين عاد جوارديولا للإبتسام ، كل حديثه كان عاماً وبصيغة الجمع ، لم يمدحني لتسجيل الهاتريك فعلمت حينها أنه يشعر بالذنب لما فعله البارحة ، لكن في الواقع أنا من يجب أن يشعر بالذنب والعار فلا ذنب لجوارديولا بغضبي بل كان يحاول إرضائي وجعلي أبتسم
أنتهت الدقائق بين الشوطين وبدأ الشوط الثاني ، عليي أن أقوم بإرضائه أيضاً
كنا مسيطرين على المباراة بالطول وبالعرض ، ونضغط لتسجيل الرابع ، ثلاثة أهداف كافية ولكن علينا تسجيل الرابع لإضافة القليل من المتعة ، هكذا في برشلونة يطلبون المتعة دوماً ، لا يهمهم النتيجة بقدر الأسلوب المتبع منذ إنشاء النادي .. التيكي تاكا والإستحواذ هما الشيئان اللذان يميزون هوية برشلونة عن باقي الأندية ، وفعلاً سجلنا الرابع ، لمحت جوارديولا على الدكة يبتسم بفخر فكرت بثانية أن أحتفل إحتفالاً يرضيه حركت رأسي يميناً ويساراً لجعل شعري يهتز ، أنفجر بيب ضاحكاً وأشار إلي أنه فهم المعنى وعند نهاية اللقاء ذهبت أليه فتح كلتا يديه وعانقني إقتربت من إذنه وقلت : عندما ينبت لك مثله ..