السادة النواب .. مهلا!!
كتب : أحمد شاكر
بدأت منذ أسابيع قليله مراسم الإعلان عن الترشح لعضوية مجلس النواب للدورة الجديدة التي ستبدأ بعام ٢٠٢٠ م ، وبعيدا عن الأجواء السياسية والتشريعية الراهنه من عدم تكافؤ الفرص وضبابية المشهد السياسي بأكمله ، إلا أنني أجد نفسي مدفوعا للتعليق علي بعض مظاهر هذا الحدث والذي نجده يتكرر كل خمس سنوات بنفس الطريقه الممله ونفس البهرجة الزائفة ، شعارات قومية ودينيه وإجتماعية وحزبيه لإستمالة الجماهير ، لقد عاش الشعب عقودا طويلة ينتخب النائب الذي يحضر حفلات الزفاف ومراسم العزاء ويجامل الناس بشخصه ، ولقد جلست طويلا أبحث عن السبب الذي يجعل من المجامل ميزه ترشحه ليكون نائبا عن الشعب يشرع قوانينه ويحاسب حكوماته ويخدم أبناء دائرته ، فلم أجد دافعا إلا أشياء كلها من قبيل إحسان الظن بالرجل دون التطرق لأي أمور أخري ، وعلي إمتداد دورات متعاقبة إنحاز الناس لإنتخاب الأقوي ، الأقوي سياسيا وحزبيا وتنظيميا وأسريا ، لم يمتنع الشعب عن تعاطي الشعارات التي كانت تدغدغ مشاعره ، فبين يمين ينادي بتطبيق الشريعة التي ستحاسب الفاسدين وتعيد للشعب حريته ، وبين يسار ينادي بحقوق العمال الكادحين وحقهم في الحياة الكريمة وتزويدهم بكافة أشكال الدعم ، فضلا عن أن الناخبين لم يستطيعوا يوما أن يتملصوا من عصبيتهم للعائلة والقرية والأهل في إنحيازهم للنائب الذي يقع الإختيار عليه ، وكان الثمن ما نراه من فساد مالي وإداري وتشريعي ، ومن يعجز عن كل ما سبق فإنه يسرع بإعطاء لقب لنفسه بأنه ( نائب الغلابه ) ، أمور كثيرة يجب إلقاء النظر عليها في هذا الشأن لكن ما أريد التركيز عليه هو مبدأ واحد فقط قد يختصر علينا الكثير من هذا اللغط ، في الدول التي تحترم إرادتها يتقدم النائب ببرنامج تفصيلي للشعب عن دوره الرقابي والتشريعي والخدمي ، أنا نائب عن دائرة كذا بها من المشاكل كذا وكذا وأنا أستطيع أن أفعل كذا ولا أستطيع أن أفعل كذا لأسباب كذا وكذا ولكني سوف أسعي من واقع منصبي ، هناك من التشريعات التي تحتاج لإعادة نظر كذا وكذا واقتراحي فيها كذا وكذا ، هناك فساد قائم في منظومة كذا وكذا والطريقة الأمثل هي كذا وكذا ، منشور صغير واضح المعالم تستطيع من خلاله قراءة أفكار المرشح وتستطيع فيما بعد محاسبته علي برنامج تنفيذى واضح المعالم ومجدول بأولويات وتوقيتات معينه ، كفانا الشعارات المنتقاه الفضفاضه التي تستقطب قلوب البسطاء ، نريد نواب للعمل وليس للكلام ، كفانا ما مضي من سرقة لهذا الكرسي ، الذي يتحول إلي منصب للمجاملات والأمجاد الشخصيه للنواب وذويهم ولا يستفيد الشعب بشيء يذكر