صفات ضرورية للمعلم القائد د. محمد بني هاني
التعليم يتطلب أربع كلمات ضرورية واساسية لاي انسان يريد ان يعمل في هذا المجال وقد لا يحتاج غيرهم. هذه الكلمات هي العدل والصبر والعناية والطموح. واي معلم او حتى دكتور يمارس هذه الصفات فهو ليس معلماً فقط بل قائداً جديراً ومؤثرا.
العدل يتصدر هذه القائمة وأصعبها على الاطلاق والمقصود هنا إعطاء الطلاب حقوقهم والعدل بدرجاتهم بحيث تتم عملية تقييمهم بشكل صحيح. بالإضافة الى ان يقوم المدرس بتوزيع وقته بشكل صحيح بين الطلاب وقدرته على ان يوصل المنفعة للجميع دون محاباة او تحيز لشخص دون آخر، ويأخذ بعين النظر تفردهم والاختلافات بينهم وما يمرون به من ظروف.
اما الصبر فهي خاصية يجب ان يمتلكها المعلم وفي جميع مراحل التعليم. على المعلم ان يتحمل الجزئيات الكثيرة والاشياء المزعجة احياناً ولا يسمح لها ان تحيده عن القيام بواجبة بل يتحمل من اجل إعطاء الطلاب الفرصة لكي يفهموا أنفسهم وتصرفاتهم ويتوصلوا الى قرارات صحيحة تتعلق بحاجاتهم وطلباتهم. علينا ان نفترض ان جميع حاجاتهم مشروعة. عندما يصبر المعلم يستطيع ان يوفر بيئة تعليمية صحيحة لطلابه.
اما الاعتناء فهي قيمة لا تقل عن العدل والصبر؛ يجب على الدكتور او المعلم ان يهتم بحيثيات طلابه حتى يستطيع ان يفهم عالمهم ويعمل على خدمتهم. الاعتناء يؤدي الى المودة والتي بدورها تخلق الثقة والاحترام والمحبة وبالنهاية التعلم.
اما كلمة طموح فهي باختصار ان لا ينسى المعلم وللحظة واحدة ان ما يقدمه مهم وله أثر كبير على الطلاب وحياتهم ويمكن أن يؤدي الى النجاح والتقدم ومن ثم المساهمة في تقدم المجتمع. احيانا وفي خضم الامور الاخرى والكثيرة لا يرى المعلم أهمية بعض الاشياء الصغيرة التي يطلبها ويتوقعها الطلاب ولكن الحقيقة ان هذه الاشياء قد تكون على قمة اهتمامات الطالب.
من المؤسف ان هناك عراقيل كثيرة وفي أمكنة كثيرة لا تسمح للمدرس ان يتحلى بهذه المهارات القيمة والتي هي واجب وحق للمتعلم، لذلك يشكي الطلاب من غياب العدالة وعدم صبرنا عليهم او الاعتناء بهم. اما طموحنا وأملنا بالمستقبل ولسوء الحظ غير بارز او واضح لهم، هذا إذا كان متواجداً.
عندما لا تتوفر هذه الصفات بالمعلم تتحول مهنة التدريس الى وظيفة ليس أكثر وتصبح عمل متعب ومرهق للأستاذ وللآخرين. الاستقالة المبكرة في هذه الحالة تصبح فكرة عقلانية!