القيادة المدرسية الناجحة – عمرو عبد العظيم
نبحر اليوم مع كتاب القيادة المدرسية الناجحة (من البحوث إلى النتائج) لـ د. روبرت جاي مارزانو، وتيموثي ووترز، وبرايان أي ماكنلتي، حيث قمت بمراجعة نقدية له لما له من قيمة علمية عالية في مجال القيادة التربوية والمدرسية الناجحة.
ومن هنا عزيزي القارئ إليك خلاصة نتائج الأبحاث في القيادة التربوية والمدرسية الناجحة على مدار خمسة وثلاثون عامًا في هذا الكتاب والذي لخصته لك بنوعٍ من التحليل والنقد والمراجعة بين يديك في هذا المقال، حيث يركز كتاب القيادة المدرسية الناجحة لـ (Marzano, Waters, & McNulty, 2009)على سؤال رئيسي وهو” إلى أي مدى تلعب القيادة دورًا فيما إذا كانت المدرسة فعالة أم غير فعالة؟ ” لمحاولة معرفة كمية التأثير الذي تقوم به القيادة في التحصيل الدراسي ونجاح العملية التعليمية بالمدرسة، ثم عرض الكتاب مجموعة من النظريات القيادية القديمة مثل نظرية : الرجل العظيم، ونظرية المميزات، ونظرية تأثير البيئة، كما أكدت ذلك أيضًا دراسة (Ninkovic & Kneževic Floric, 2018) ويؤكد الكتاب ارتباط القيادة بالعمل الفعال في المؤسسات الكبيرة، وبالمثل القيادة المدرسية التي تلتزم بتحديد الأهداف وخلق جو عام حيوي وفعال داخل المدرسة، وترسيخ عادات وأساليب تفكير للمعلمين، وتنظيم المناهج وإتاحة الفرصة للطلاب للتعلم الفعال وذكر الكتاب عبارة مهمة لفتت انتباهي لأهمية القيادة” وفي ضوء الأهمية الملحوظة للقيادة فليس من المستغرب أن ينظر إلى مدير كفء فعال على أنه شرط مسبق وضروري لمدرسة فعالة” (Marzano, Waters, & McNulty, 2009, p. 14)، لذلك أتفق مع الكتاب في أن المدرسة الناجحة الفعالة يقف خلفها مديرٌ واعيٌ لديه من السمات والمهارات القيادية ما يؤهله لقيادة فريدة تحقق أهدف المدرسة بنجاح.
ويشر الكتاب إلى وجود قلة في البحوث التي تناولت العلاقة بين القيادة المدرسية والتحصيل الدراسي إلا أن الكتاب قد عرض في هذه الدراسة التي قامت بتحليل نتائج عدة بحوث تربط بشكل وثيق بين مستوى تحصيل الطلاب وقوة القيادة المدرسية لمدير المدرسة، حيث أشارت نتائج هذه الدراسة إلى أن المدير الفعال يسهم في رفع مستوى التحصيل الأكاديمي للطلاب، ومن طبيعة عملي كمدير مدرسة أوافق الكتاب في أن التحصيل الدراسي من أولى أوليات مدير المدرسة ويتفق معي أيضًا (الصعيدي، 2015).
وختامًا اتفق مع الكتاب فيما أشار إليه أن عدم معرفة العمل المدرسي الصحيح من قبل قائد المدرسة يمثل خطرًا ومشكلة رئيسية يجب حلها من قيادة المدرسة في أسرع وقت كما أشارت إلى ذلك (شرف، 2015) حتى تسير الأمور على ما يرام، وتوجيه الجهد إلى المكان الصحيح، وأن بعض المدارس أدائها ضعيف نتيجة عدم وجود عمل صحيح منظم يرمي إلى تحقيق أهداف المدرسة بكفاءة وفاعلية، ويوصي الكتاب باستخدام نموذج للإصلاح المدرسي الشامل، حيث وردت في الكتاب عبارة جميلة وهي ” رؤية بدون خطة مجرد حلم و خطة بدون رؤية مجرد عمل شاق، إلا أن رؤية مرفقة بخطة يمكنها أن تغير العالم”.