حوار مع داعشي
بقلم مصطفى الأزهري
لم يسلم أحد من المسلمين، على مر العصور وعبر الدهور، من فكر الخوارج وتطرفهم، فمن أخطر الصفات الملازمة لعقلية هذا المتطرف، تسمية الأشياء بغير أسمائها، ورمي أهل السنة بالبدعة تارة، وتفسيقهم تارة أخرى، بل تجاوز الأمر به إلى ماهو أبعد من ذلك؛ حيث ذهب لآيات نزلت في «الكفار» فجعلها على «المؤمنين»، فنرى ذلك «المتطرف» يصف المسلمين الموحدين «بعباد القبور»؛لأنهم يصلون بمساجد بها أضرحة، كما يحكم على الصلاة بالبطلان، وسوف أكتفي في هذه السطور بالحديث عن الشق الأول من تطرفه وهو وصف المؤمنين «بعباد القبور»، على أن يكون للحديث بقية في مقال اخر.
وأقول لهذا «المتطرف» هل كانت أم المؤمنين السيدة عائشة «قبورية»؛ حيث إنها كانت تصلي الفرض والنافلة في حجرتها التي دفن بها رسول الله _صلى الله عليه وسلم_، وصاحبيه أبو بكر وعمر رضي الله عنهما؟!
أيها «المتطرف» هل كان صحابة رسول الله «عباد قبور» لصلاتهم في مسجد الخيف الذي دُفن فيه جمع من الأنبياء، ولصلاتهم بحِجرإسماعيل الذي قيل إن به الكثير من الأنبياء قد دفنوا به ؟!
أيها المتطرف هل أئمة الدين من التابعين كانوا «عباد قبور»؛لأنهم وافقوا على توسعة المسجد النبوي وخروج القبور الثلاثة، ولصلاتهم فيه؟!
أيها «المتطرف» هل علماء الأزهر الشريف «عباد قبور»؛ لأنهم يصلون في الجامع الأزهر منذ مئات السنين وبه قبور عديدة من أشهرها هذه الستة،وهي: قبر «الأمير علاء الدين طيبرس»، وقبر «الأمير أقبغا عبد الواحد»، وقبر «الأمير جوهر القنقبائي»، وقبر «الأميرة نفيسة البكرية»، وقبر «الأمير عبد الرحمن كتخدا»، وقبر «الشريف محمد الأخرس القرافي».
أيها«المتطرف» لم يبلغك أن هذه الأمة معصومة من الوقوع في الشرك، أي: عبادة غير الله تعالى، واعتقاد الشريك له فلا يقع هذا في المسلمين بشهادة الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم الذي قال: «وَاللَّهِ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تُشْرِكوا بَعْدِي وَلَكِنْ أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنَافَسُوا فِيهَا»، فكيف تصف جماهير الأمة من السلف والخلف «بالقبورين»؟!
أيها«المتطرف»نحن نقتدي بالصحابة الأطهار،والتابعين الأخيار،ومن تبعهم من الخلف الأبرار، فيما ذهبوا إليه،أما أنت فلا تتبع إلا هوى نفسك، وما أوصلك إليه سقيم فهمك، وما علق برأسك من أوهام وبدع، أفبعد هذا كله تريد منا اتباعك، وتقوم بوصف من يخالفك «بالقبوري»؟!
….. وللحديث باقية….