كل ماتريد معرفته عن الدولة الأموية ودورها فى نشر الإسلام
كتبت: سو محمد
تعتبر الدولة الأموية من أكبر الدول الحاكمة فى التاريخ، وثانى خلافة فى تاريخ الإسلام، حيث كان بنو أمية أُولى الأسر المسلمة الحاكمة، وحكموا من سنة 41 هـ (662 م) إلى 132 هـ (750 م)، وكانت عاصمتها في مدينة دمشق.
وتسرد “الحدوتة” تاريخ الدولة الاموية ودورها فى نشر الإسلام:
يرجع نسب الأمويين إلى أميه بن عبد شمس من قبيلة قريش، وكان لهم دورهام في عهد الجاهلية وخلال العهد الإسلامي، وتأسست الدولة الأموية على يد معاوية بن أبي سفيان،وأسلم في عهد الرسول محمد، وكان قبلاً والياً على الشام في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، ثم نشب نزاع بينه وبين علي بن أبي طالب بعد فتنة مقتل عثمان، حتى تنازل ابنه الحسن عن الخلافة لصالح معاوية بعد مقتل أبيه علي، فتأسست الدولة الأموية بذلك.
وبلغت الدولة الأموية ذروة اتساعها فى عهد الخليفة العاشر هشام بن عبد الملك، و امتدت حدودها من أطراف الصين شرقاً حتى جنوب فرنسا غرباً، وتمكنت من فتح أفريقية والمغرب والأندلس وجنوب الغال والسند وما وراء النهر.
وجعل معاوية الخلافة وراثية عندما عهد لابنه يزيد بولاية العهد، واتخذ عرشاً وحراساً وأحاط نفسه بأبهة الملك، وبنى له مقصورة خاصَة في المسجد، كما أنشأ ديوان الخاتم ونظام البريد، وأخذ عن البيزنطيين بعض مظاهر الحكم والإدارة.
أما بالنسبة لتأسيسها ودورها فى نشر الإسلام :
في أواسط عهد الخليفة عثمان بن عفان اشتعلت الفتنة في الدولة الإسلامية، وأخذت بالانتشار شيئاً فشيئاً، ثم أدت إلى مقتله في شهر ذي الحجة من عام 35 هـ (يونيو عام 656 م)،ولكن الفتنة لم تنته بذلك، وجاء عهد علي بن أبي طالب مليئاً بالقلاقل والنزاعات التي فشل في إنهاء معظمها، وفي النهاية اتفق في شهر رمضان من عام 40 هـ (ديسمبر عام 660 م) ثلاثة من الخوارج وهم:عبد الرحمن بن ملجم والبرك بن عبد الله التميمى وعمرو بن بكر التميمي السعدي، على أن يَقتل الأول منهم على أبن أبي طالب والثاني معاوية بن أبي سفيان، وكان والى الشام فى ذلك الوقت، أما الثالث عمرو بن العاص والي مصر وقتها، معاً في نفس الليلة، فنجح الأول في مهمّته، وأما الاثنان الآخران ففشلا وقتلا.
وكان معاوية والياً على الشام منذ سنة 18 هـ بعد أن عينه كذلك عمر بن الخطاب، وعلى الرغم من حصول بعض الخلافات بينه وبين علي وخوضه معركة صفين معه، فقد أصرَّ على عدم ترك ولايته، وظلَّ والي الشام حتى مقتل علي.
وبعد مقتل علي مباشرة بايع أهل العراق ابنه الحسن على الخلافة، فيما بايع أهل الشام بدورهم معاوية بن أبي سفيان، وجمع معاوية جيوشه وسار إلى الحسن، غير أن الحسن رفض القتال، وراسل معاوية للصلح، وهكذا تنازل الحسن عن الخلافة لمعاوية، وسمى ذلك العام بعام الجماعة لأن المسلمين اتفقوا فيه على خليفة لهم بعد خلاف طويل دام سنوات.
وتمت أكبر الفتوحات الأموية في عهد الوليد بن عبد الملك، فاستكمل فتح المغرب، وفتحت الأندلس بكاملها، كما فتحت السند بقيادة محمد بن القاسم الثقفي وبلاد ما وراء النهر بقيادة قتيبة بن مسلم،و جاء بعده الخليفة سليمان بن عبد الملك الذي توفي مرابطًا في مرج دابق لإدارة حصار القسطنطينية، ثم الخليفة الزاهد عمر بن عبد العزيز، الذي يُعد من أفضل الخلفاء الأمويين سيرة ثم ابن عمه يزيد بن عبد الملك، ثم أخيه هشام الذي فُتح في عهده جنوب فرنسا، وكان عهده طويلاً وكثير الاستقرار، وبعد موته دخلت الدولة في حالة من الاضطراب الشديد.
وفى سياق متصلاً شهد عهد الدولة الأموية ثورات وفتن كثيرة، وكان أغلب منفذوها إما الخوارج أو الشيعة، ومن أبرز تلك الثورات ثورة الحسين بن علي على يزيد بن معاوية، عندما طالب بالخلافة، فالتقت معه جيوش الأمويين في معركة كربلاء التي انتهت بمقتله، وقامت بعدها ثورات شيعية كثيرة للثأر له، منها ثورة التوابين وثورة المختار الثقفي.
وسقطت الدولة الأموية على يد القائلين بأحقية آل البيت بِالخلافة، وبعد فشل ثورات القائلين بأحقية سلالة علي بن أبي طالب بالخلافة تحولت الدعوة إلى القائلين بأحقية سلالة العباس بن عبد المطلب عم النبي محمد بالخلافة، تطور الحزب العباسي تطور تدريجي والتزم الهدوء طوال عهود القوة الأموية واستغل ضعف الاقتصاد لتفجير ثورته.