صفحة جديدة في تاريخ البرلمان الأوربي.. الإيرلنديون والتشيكيون يختارون من يمثلهم
أدلى الناخبون في إيرلندا والجمهورية التشيكية الجمعة الإدلاء بأصواتهم في اليوم الثاني من اقتراع لاختيار أعضاء البرلمان الأوروبي يؤجج طموحات الشعبويين الذين حققوا الخميس في هولندا نتيجة أقلّ مما كان متوقعاً.
وتجري الانتخابات في إيرلندا في أجواء من القلق المرتبط ببريكست، لا سيما بعدما أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أنه ستستقيل أوائل يونيو.
أقرأ أيضاً.. الرئيس الفرنسي يكشف تفاصيل انفجار ليون
ويتوقع أن تحقق الحركات القومية والشعبوية تقدما كبيرا في الاقتراع، إلا أن مفاجأة أولى سُجّلت في هولندا حيث تقدم حزب العمل بقيادة فرانس تيمرمانس الذي يطمح إلى رئاسة المفوضية الأوروبية خلفا لجان كلود يونكر، حسب التقديرات، على الليبراليين والشعبويين الذين كان يتوقع أن يتصدروا النتائج.
ويُفترض أن يشغل حزب العمل الذي حصل على 18,1 بالمئة من الأصوات خمسة من المقاعد الـ26 المخصصة لهولندا، وحزب الحرية والديموقراطية الذي يقوده رئيس الوزراء مارك روتي والمؤيد لأوروبا أربعة مقاعد وحزب منتدى الديموقراطية الشعبوي المشكك بقيادة تييري بوديه ثلاثة مقاعد بحصوله على 11 بالمئة من الأصوات، بحسب ما أفادت محطة نوش التلفزيونية بناء على تقديرات وكالة إيبسوس.
وعبر تويتر دعا تيمرمانس إلى التمسّك بالأمل مغرّدا “يمكننا فعلها”.
وكانت هولندا والمملكة المتحدة قد دشنتا التصويت الخميس، علما أنه كان من المفترض ان تخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وبالتالي ألا تشهد انتخابات أوروبية لكن إرجاء بريكست حتى 31 أكتوبر أجبر البريطانيين على خوض هذا الاستحقاق.
والجمعة أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية المحافظة تيريزا ماي التي استنزفها مسلسل بريكست الطويل، أنها ستستقيل من رئاسة حزب المحافظين في السابع من يونيو.
والسبت، ستجري الانتخابات في لاتفيا ومالطا وسلوفاكيا. أما الدول الأخرى الأعضاء في الاتحاد الأوروبي فستجري انتخاباتها الأحد.
والجمعة دعا رئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس في مقابلة مع التلفزيون الرسمي اليوناني إلى جعل الاقتراع تصويتا على “الثقة” بسياسته.
ودعي أكثر من 400 مليون ناخب في الدول ال28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى التصويت لاختيار 751 نائبا أوروبيا في هذه الانتخابات. وستعلن النتائج الرسمية مساء الأحد بعد إغلاق مراكز الاقتراع في كل القارة.
وفي فرنسا تشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى تقدم حزب مارين لوبن (يمين متشدد) على حزب الرئيس ايمانويل ماكرون “الجمهورية إلى الأمام”، في حين تتقدم لائحة حزب الرابطة بزعامة ماتيو سالفيني في ايطاليا بخطاب مناهض لفكرة الوحدة الاوروبية.
والجمعة دعا 70 من أبرز أصحاب القنوات على يوتيوب في ألمانيا إلى التصويت ضد أحزاب التحالف الذي تقوده المستشارة أنغيلا ميركل، معتبرين أن سياستها تفاقم الاحترار المناخي.
والجمعة تغيّب آلاف الشبان عن الدراسة للمشاركة في تحرّك يهدف إلى التصدي للتغيّر المناخي وإدراجه في صلب الانتخابات.
في المملكة المتحدة، يتصدر حزب بريكست الذي يقوده نايجل فاراج المؤيد لانفصال بلا تنازلات عن الاتحاد الأوروبي، استطلاعات الرأي مدفوعا بشعور الناخبين بالسأم وخيبة الأمل من التطورات المرتبطة ببريكست.
ومعلّقا على استقالة رئيسة الوزراء البريطانية قال فاراج إن ماي “أساءت التقدير السياسي للجو العام في البلاد وفي حزبها”.
واستخلصت ماي الدروس من فشلها في دفع البرلمان إلى إقرار اتفاقها مع الأوروبيين وأعلنت استقالتها بصوت مرتجف. ويفترض أن يختار حزبها رئيسا له بحلول نهاية يوليو.
ويكتسب ملف بريكست الذي يحظى بمتابعة كبيرة في الدول الأوروبية باهتمام بالغ في إيرلندا، التي تعتبر المملكة المتحدة أبرز شركائها التجاريين والتي تخشى عودة الحدود الفعلية مع إيرلندا الشمالية، المقاطعة التابعة لبريطانيا إذا حصل بريكست من دون اتفاق.
في الجمهورية التشيكية البلد الوحيد الذي سيجري فيه التصويت على مدى يومين، تفتح مراكز الاقتراع أبوابها عند الساعة 14,00 (12,00 ت غ) من الجمعة والسبت عند الساعة الثامنة (06,00 ت غ).
ويبدو حزب “تحرك المواطنين المستائين” (انو 2011) الذي يقوده رئيس الوزراء التشيكي الملياردير اندري بابيش الأوفر حظا على الرغم من التظاهرات المناهضة للحكومة في هذا البلد الذي انضم إلى الاتحاد الأوروبي في 2004.
وخرج عشرات الآلاف من التشيكيين إلى الشوارع للمطالبة باستقالته واستقالة وزيرة العدل الجديدة التي عينها مؤخرا التي يشتبه بأنها تعرقل الملاحقات ضده.
وبابيش (64 عاما) الذي اتهم بالاحتيال في قضايا مرتبطة بالمساعدات الأوروبية، يخضع لتحقيق يجريه الاتحاد الأوروبي أيضا حول احتمال حدوث تضارب مصالح بين نشاطاته السياسية وأعماله الخاصة.
لكن استطلاعا للرأي أجراه معهد ميديان أشار إلى أن حزب بابيش سيفوز في الانتخابات الأوروبية بأكثر من 25 بالمئة من الأصوات متقدما على الحزب الديموقراطي المدني اليميني والحزب القرصان اللذين سيحصل كل منهما على 14 بالمئة من الأصوات. وشمل هذا الاستطلاع 2100 شخص.