حنان حجازي تكتب: بين دعوات المطيرى ودعوات شباب المراجعات
فى الوقت الذى خرج فيه حاكم المطيرى أحد دعاة الاسلام السياسى بتغريدته التى شبه فيها السجناء فى مصر بأسرى حرب عند الاحتلال الصهيونى ، خرج هؤلاء السجناء أنفسهم بمبادرات واقرارات للتوبة !!!!.
فى الوقت الذى قرر فيه المطيرى ان هؤلاء السجناء لن يتحرروا بهتافات السلمية وانما بمعركة لم تحدث بعد ؛ بدأ قطاع كبير من هؤلاء السجناء معركتهم الحقيقية فى التحرر من سيطرة خطباء الفتنة و التى أوردتهم المهالك وفقهوا انه لن ينجيهم الا التوبة و التبرؤ من فكرهم العفن والعودة لحضن الوطن بعد ان أدركوا انهم كانوا جزء من مخطط سياسى تم الباسه ثوب الدين والدين منه براء.
طوال سنوات والإخوان وحلفائهم يمارسون هيمنتهم على الأتباع بالشعارات الجوفاء ودعاوى الصمود فى وجه (الإنقلاب)الذى يترنح!!!.
طوال سنوات وهم يأملونهم فى ثورة جديدة تخرجهم من غياهب السجون وتعيدهم مرة أخرى الى الحكم !!ولكن مارأوه على أرض الواقع غير ماتردده أبواقهم الأعلامية فالنظام لا يترنح وإنما يزداد قوة وتمكينا !! وكل رهاناتهم اثبتت فشلها.
راهنوا على التدخل الأمريكى والرفض الدولى للنظام….. وفشلوا
راهنوا على السقوط الإقتصادى و انهيار العملة….. وفشلوا
راهنوا على الشحن الدينى المزيف ….وفشلوا
وكلما زادوا فى غيهم وسقوطهم الشرعى والٱخلاقى كلما ازدادوا تخبطا وانشقاقا أدرك الأتباع أخيرا ان هذه القيادات لا تعى الواقع ولا تملك رؤية حقيقية للمستقبل ولا تجيد إلا تخدير العقول بدعوى الصبر والصمود!!!!
أدركوا أن مقاصد الشريعة وحفظ الأنفس والأعراض لن تتحقق بإسقاط الأوطان وإنما بسلامتها وأمنها.
أدركوا أن قيادة ناجحة من غيرنا تنهض بالوطن وتحقق أمنه خير من قيادة فاشلة منا تضيع معها البلاد والعباد.
هؤلاء الشباب رأوا بأعينهم أن خروجهم من السجون لم يأت على يد القيادات التى احترفت الزج بهم فى مواجهات خرقاء ، وانما بقرارات العفو التى صدرت من النظام نفسه !!!.
كثير من هؤلاء الشباب تعلم بالتجربة ولكن بقيت عنده شبهات كالفيروس الكامن ، وهنا يأتى دور العلماء والدعاة فى تصحيح المفاهيم وتفكيك الأفكار المنحرفة.
كنت قد دعوت منذ سنتين لمواجهة فكرية جنبا الى جنب مع المواجهة الأمنية للقضاء على جذور الارهاب وليس فقط أعراضه.
وأكرر الدعوة للجهات المعنية فى الدولة لتبنى مواجهة فكرية شاملة تستثمر حالة الانتباه والمراجعات التى حدثت لكثير من شباب الاسلاميين فى السجون والتى هى فرصة ذهبية لامدادهم بما يحتاجون اليه من مراجع وتسيير قوافل دعوية لمناقشتهم والاشتباك مع شبهاتهم وتفنيدها فهذا واجب الوقت.
هؤلاء يخرجون تباعا سواء بالعفو الرئاسى او بانقضاء مدة العقوبة وهنا يجب على الدولة إعدادهم للاندماج فى المجتمع هكذا تفعل المجتمعات المتحضرة حتى مع الدواعش السابقين ، يعاد تأهيلهم سلوكيا ونفسيا لدمجهم فى المجتمع ومتابعتهم ليس فقط امنيا وانما ماديا ونفسيا لمواجهة الآثار السيئة التى عانوا منها وعانت منها أسرهم بعد سنوات الحبس او الغياب ، هذا واجب الوطن الذى كالأم تحتضن الجميع وتسع الجميع وإن انحرف منهم البعض أو شذ ثم عاد سيجد يدها ممدودة وحضنها يسع الجميع.