فى ذكرى مرور أكثر من الف سنة على تأسيسه.. “الحدوتة” تروى القصة الكاملة لجامع الأزهر
بالتزامن مع ذكرى مرور1079 عاماً على تأسيس جامع الأزهر، حيث أنه يعد أقدم أثرى فاطمى قائم بمصر، وأول جامع أنشى في مدينة القاهرة، وأختلف المؤرخون في أصل تسميته، ولكن الراجح أن الفاطميين سموه بـ”الأزهر” تيمناً بفاطمة الزهراء ابنة النبي (صلى الله عليه وسلم)، وإشادة بذكراها.
وتروى “الحدوته” الحكاية التاريخية لتأسيس جامع الأزهر:-
تأسست مدينة القاهرة على يد جوهر الصقلي، وهو قائد فاطمي رومي من أصل يوناني من جزيرة صقلية، حيث أمره الخليفة الفاطمي المعز لدين الله، إمام إسماعيلية الرابع، بغزومصر ونجح في انتزاعها من سلالة الإخشيديين.
وبعدها أطلق عليها أسم “المنصورية”، وأعدت المنصورية لتكون مقراً للخلافة الفاطمية المتواجدة في تونس، واستخدم المسجد لأول مرة في عام 972، وأطلق عليه فى ذلك الوقت جامع المنصورية، حيث أنه كان شائعاً تسمية المسجد بأسم المدينة الموجود بها، وبالتزامن مع دخول الخليفة المعز لدين الله لمصر قام بتغير أسم المدينة إلى “القاهرة”المدينة بالقاهرة، ليصبح بذلك اسمه “جامع القاهرة”
وأكتسب المسجد اسمه الحالي “الأزهر”، في الفترة بين الخليفة المعز، ونهاية عهد الخليفة الفاطمي الثاني في مصر العزيز بالله، و معناه المشرق وهو صيغة المذكر لكلمة الزهراء، والزَّهْرَاءُ لقب السيدة فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم، وزوجة الخليفة علي بن أبي طالب، وقد ادعى المعز فى ذلك الوقت وأئمة الدولة الفاطمية أنهم من سلفهم، وهي نظرية واحدة لمصدر تسمية الأزهر، وعلى الرغم من ذلك لم تؤكد هذه النظرية في أي مصدر عربي، بالأضافة إلى أن نفتها مصادر غربية في وقت لاحق.
كما أن هناك نظرية بديلة هي أن أسم المسجد اشتق من الأسماء التي قدمها الخلفاء الفاطميين إلى قصورهم، والقريبة من المسجد والتي سميت بشكل جماعي بالقصور الزاهرة تيمناًبالحدائق الملكية بها، التي اختيرت من قبل العزيز بالله.
أما بالنسبة لأنشاءه، فأنه أنشئ على يد جوهر الصقلي عندما تم فتح القاهرة 970 م، بأمر من المعز لدين الله أول الخلفاء الفاطميين بمصر، وبعدما أسس مدينة القاهرة شرع في إنشاء الجامع الأزهر، ووضع الخليفة المعز لدين الله حجر أساس الجامع الأزهر في 14 رمضان سنة 359 هـ – 970م، وأتم بناء المسجد في شهر رمضان سنة 361 هـ – 972 م.
وأصبح بذلك أول مسجد أنشى في مدينة القاهرة، التى اكتسبت لقب مدينة الألف مئذنة، وبعد الانتهاء من بناء المسجد في 972، وظفت السلطات 35 عالم في المسجد، كما انه يعتبر المسجد ثاني أقدم جامعة قائمة بشكل مستمر في العالم بعد جامعة القرويين.
وأعتبرت جامعة الأزهر الأولى في العالم الإسلامي لدراسة المذهب السنة والشريعة، أو القانون الإسلامي، فضلاً عن أنه تم تاسيس جامعة متكاملة داخل المسجد كجزء من مدرسته منذ إنشائه، وتم تعينها كجامعة مستقلة في عام 1961، وفى أعقاب الثورة المصرية لعام 1952.